ثارات البدو
●الثأر :
لا شك ان المجتمع البدوي كغيره من المجتمعات في مسألة الثأر والانتقام على مستوى القبائل العام او على مستوى القبيلة نفسها
والثأر قد يتحول الى حروب طاحنة تستمر لسنين والموالي والحديدين في البلاد الشامية خير مثال على هذا حروب (لا غالب ولامغلوب ) يختمها صلح على مبدأ ( الحفر والدفن ) وارجاع الحقوق الممكنة بين الطرفين او الغرامات الماديةلكن البدوي يتفرد عن غيره بالصبر على الثأر سنين طويلة اذا لم يصل لمن اعتدى عليه او اصابه بضرر او بتر او عاهة
حتى صار يقال: ( البدوي ياخذ بثاره بعد اربعين سنة )
ومعظم المجتمعات ( التي سكنت الحواضر ) يعيبون على البدو سذاجتهم في الثأر الذي يأخذ شكلاً من أشكال التعدي ومخالفة الشرع ( ولاتزر وازرة وزر أخرى )
ويعيبون على البدو عدم اخضاع ثأرهم للقانون الذي تسنه الحكومات فهم لايخضعون ثأرهم لها ويأخذوه بأيديهم ويفتخرون بذلك .
اليكم بعض البيان في هذا عبر هذه السطور :
● الثأر( القتل) :
لايُخضع البدو مسألة القتل ان كان القاتل مجهولاً لاي نوع من المحاكمة العشائرية او الانتقام ويعبرون عنها بعدة مصطلحات ( غشيّة ) او ( ظلمة ودليلها الله ) لجهلهم بالفاعل
أما ان كان القاتل معروفا ومن نفس القبيلة او غيرها يثب أقرباء القتيل على القاتل واهله واقرباء للانتقام ضمن حدود القرابة التي سيأتي بيانها
وان لم يتحصلوا على احد منهم ليقتلوه بابنهم وثبوا على اموالهم اتلافاً لينتقموا
وهذه الحالة ضمن مهلة ( فورة الدم ) وهي ثلاث ايام من الحادثة وبعد مرور هذه الفترة لايحق لهم اتلاف الارزاق الخاصة بذوي القاتل مالم يتمرد القاتل وذووه عل الانصياع للحكم العشائري والقضاء
وعندما تقع هكذا حوادث يهرع رجالات ووجاهات العشائر المجاورة لحماية اموال القاتل وذويه من فورة الدم تلك ويبدأ العقلاء بتهدئة النفوس منعا للانزلاق نحو الاسوأ
● العَطْوَة :
يحاول الوجهاء والوسطاء أخذ عطوة مبدئية تسمى ( عطوة المهربات المقربات ) وهي مهلة لجلاء القريب وتهريبه الى جهة معلومة عند احدى القبائل التي يربطهم حسن جوار وتحون قبيلة محابية لهم .
وهذه ال( عطوة ) بوجاهة احد المشايخ او الوجهاء وكفالته .
بعدها يرسل ذوي القاتل للمشايخ والوجهاء يطلبون ( المعداد )
وهي تنسيب القرابة مع القاتل وتوضيح درجتها بينهم وبين القاتل
فيتم التواصل مع اهالي واقارب القتيل وذويه لتعيين موعد للاجتماع ويكلف به احد الرجالات اوالشيوخ فيأتي بشخص خبير نسب بفرقة القاتل .
● الخنجر : هذا الشخص الخبير يسمى العدّاد بيده خنجرًا مسلولا ويقبض بيده اليمنى على نصابه بشكل كامل ويبدأ بذكر نسب القاتل درجة درجة ليصل للجد الجامع حتى يعرف كل شخص درجة قرابته للقاتل وبعد نسبه من قربه فأصابع اليد الممسكة بالخنجر تمثل درجة ااقرابة والقدرة على الطعن
فيرفع العداد الخنصر والبنصر والوسطى وهؤلاء عليهم البقاء في الجلوة بعيدا عن وجه اهل القتيل .
اما الرابع فعليه دفع( بعير النوم ) وهو بعير ثني يقدرون ثمنه حسب الزمان الذي هم فيه .
ثم يرفع الاصبع الخامس ويعلن ان فلانا في الجد الخامس يخص القتيل فيسقط الخنجر وهذا لايمكنه القتل اوالفزع مع القاتل اي ان درجة قرابته للقاتل بعيده فينزل بين عشيرته دون غرامة لكن عليه ان يدفع من الديّة اذا ماتم الصلح لاحقاً.
بعد هذا يتوسط الوجهاء لاخذ العطوة ( العامة ) وهي مهلة للصلح يحاول الوجهاء تحصيلها مرارا وتكرارا بزيارة ذوي القتيل ورفض شرب قهوتهم واكل زادهم مالم يلبّون طلبهم .
وبعد ان يحصلوا على العطوة وهي المهلة التمهيدية للصلح يحاولون اخذ عطوة اخرى بسمونها (عطوة إقبال) وهي ان يتنازل اهل القتيل عن الثأر ويبقى لهم الدية وهذه العطوة يتم ترسيمها بمبلغ معين
يتم استيفاؤه من الدية فيما بعد
اضف لنا معلومات اخرى بتعليق
تعليقات
إرسال تعليق